البامفلت

19 11 2010

دار حيث بيني وبين أحد الأصدقاء حول النشرة الداخلية المرفقة مع علبة الدواء وقد فوجئت به عندما أبدى رأيه بأنه يفضل ألا تكون مكتوبة باللغة العربية!! تعجبت لذلك جدا وسأللته عن السبب فأجاب أنه عندما تكون تلك الوريقة مكتوبة باللغة العربية فإنه يجد أن المريض لا يريد أخذ هذا الدواء وذلك لخوفه من الأعراض الجانبية المذكورة فيها.

والحقيقة أن هذه مسألة شائكة بعض الشيء، فالنشرة الداخلية أو البامفلت “pamphlet” أو النشرة التوضيحية أو أيا ما كان اسمها يفترض بها أن تعطي أمانا للمريض لتعاطي الدواء وهو عالم أنه مخصص لمعالجة اضطراب معين أو مرض معين فيكون استعداده للشفاء أعلى كما أنها تدل على احترام الشركة للمريض والمتخصص باعطاءه بيانات قلت أو كثرت عن الدواء. ولتفادي الأثر النفسي غير المرغوب فيه للمريض عند قراءته للأعراض الجانبية للدواء أقترح التالي:

أن تكون النشرة مكتوبة على الأقل بلغتين: العربية والإنكليزية بحيث تكون الأخيرة موجهة للمختص (الطبيب والصيدلي) ومكتوبة بالتفصيل وبلغة علمية بينما تقتصر الأولى على ذكر الأمور الرئيسية والمحورية وتكون بلغة مبسطة. لابد من وجود النشرة باللغة العربية وإن لم نحترم نحن لغتنا فكيف نتوقع من الآخرين أن يحترمونا ويحترموا حضارتنا وثقافتنا، وكم أحزنني أكثر من مرة أن أجد دواءا من تصنيع شركة مصرية أو عربية ولا تتوافر فيه ترجمة عربية بينما أجد دواءا من تصنيع شركة أجنبية تهتم بالترجمة العربية وتستخدم ألفاظا فصيحة!!

هنا أود أن أصارحكم بأمر أود أن يظل سرا بيننا وهو أني مصاب بعادة مزمنة ألا وهي هواية جمع النشرات الداخلة لكل دواء جديد وحفظها لدي لتكوين ما يشبه قاعدة بيانات أرجع إليها عند الحاجة، وفي هذه الحالة أن يجد المريض نشرة باللغة العربية أو حتى بالإنكليزية!! أعترف أن في هذا بعض البخس لحق المريض بمعرفة نوع الدواء الذي يتعاطاه ولكني أعتقد أن فائدة معرفتي بالدواء وتأثيراته واتساع نفع ذلك ليشمل مرضى عديدين أهم من معرفة مريض واحد بنوع الدواء الذي يأخذه.

على كل حال، رأيت مؤخرا نشرة داخلية أعجبتني ولم أر مثلها من قبل وهي لدواء غالي الثمن كانت فيه البامفلت على جزئين شبه منفصلين بالطريقة التي تتصل بها طوابع البريد بعضها بعض وعندما يود الطبيب أو الصيدلي أن يأخذ هذه النشرة فإنه يقوم بفصل الجزء الخاص بالمريض ويكون عادة على هيئة سؤال وجواب ويتركه في علبة الدواء لكي يقراها المريض يويقوم بالاحتفاظ بالجزء العلمي الخاص لنفسه والذي لو قرأه المريض فلن يستوعب منه شيئا حتى لو كان يستطيع التحدث بالإنكليزية.

طبعا هذه فكرة جمية وتستحق التطبيق، لكن كما أسلفت لم أرها مطبقة إلا في دواء واحد فقط وحتى يتم تعميمها ما على المريض إلا أن يرضخ للأمر الواقع عندما لا يستطيع قراءة البامفلت لكتابتها بالغة الإنكليزية أو باسلوب علمي أو لا يجدها إطلاقا وهو أن يسألني عن طبيعة هذا الدولء واستخداماته، وشفى الله الجميع من كل داء.


إجراءات

Information

تعليق واحد

19 11 2010
حنين حسن

عودا حميدا بعد هذا الانقطاع الطويل, نتمى لك الاستمرار والمثابره, وان شاء الله قريبا نقرأ كل جديد ومفيد, وعقبال المئويه …….. جزاك الله خيرا

أضف تعليق